يشهد القطاع الغذائي تحولاً جذريًا بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتدخل في كل مرحلة من مراحل الإنتاج بدءًا من الزراعة وصولاً إلى التغذية الشخصية. حيث تمكنت هذه التقنيات من رفع إنتاجية المزارعين بنسبة تصل إلى 30% مع تحسين جودة المحاصيل وسلامتها.
في مجال سلامة الغذاء، توفر أنظمة الذكاء الاصطناعي حلولاً متقدمة للتحديات الكبرى التي تواجه الصناعة الغذائية. فبينما تؤدي الأمراض المنقولة عبر الغذاء إلى إصابة 600 مليون شخص سنويًا حسب منظمة الصحة العالمية، تقدم التقنيات الذكية طرقًا أكثر فاعلية للوقاية من الملوثات الخطيرة مثل بكتيريا الليستيريا التي تسبب دخول 90% من المصابين بها إلى المستشفيات.
تعمل شركات التكنولوجيا على تطوير حلول ذكية مثل نظام CLCM من كوربيون الذي يتنبأ باحتمالات التلوث في الأغذية الجاهزة، ونظام OPI من إيفجا الذي يراقب ظروف الزراعة بدقة. كما طورت فرش سينس أنظمة متكاملة لمراقبة ظروف النقل والتخزين مما ساهم في خفض نسبة التلف الغذائي إلى 40%.
لا تقتصر إسهامات الذكاء الاصطناعي على السلامة الغذائية فحسب، بل تمتد إلى تطوير الأطعمة الوظيفية التي يتوقع أن تصل قيمتها السوقية إلى 309 مليار دولار بحلول 2027. حيث تمكنت منصة فوراجر من برايت سيد من تحليل 700 ألف مركب نباتي واكتشاف مركبات فعالة في الفلفل الأسود تساعد على حرق الدهون، مع تقليل وقت البحث بنسبة 80%.
أما في مجال التغذية الشخصية، فقد أتاحت تقنيات الذكاء الاصطناعي تطوير حلول مخصصة مثل تطبيق جانواري الذي يتتبع تأثير الغذاء في سكر الدم من خلال تحليل صور الوجبات فقط. مما يفتح آفاقًا جديدة للوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة عبر أنظمة غذائية دقيقة تلبي احتياجات كل فرد على حدة.