في خضم التحولات التقنية المتسارعة، يبرز جدل حاد بين رواد التكنولوجيا حول تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، حيث يرى البعض فيه تهديداً بينما يعتبره آخرون فرصة ذهبية للأجيال الشابة.
أكد ريد هوفمان، المؤسس المشارك لـLinkedIn، أن جيل Z يمتلك “سلاحاً سرياً” يتمثل في إلمامه المبكر بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يمنحه أفضلية في سوق العمل المتغير. خلال حديثه لطلاب جامعيين عبر يوتيوب، وصف هوفمان مخاوفهم من فقدان الوظائف بأنها “مشروعة”، لكنه أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يخلق فرصاً جديدة تتطلب مهارات مختلفة.
لكن هذه الرؤية المتفائلة تصطدم بتحذيرات داريو أمودي، مدير شركة Anthropic، الذي يتوقع اختفاء نصف وظائف المكاتب المبتدئة خلال خمس سنوات، وارتفاع معدلات البطالة إلى 20%. في المقابل، يرفض جينسن هوانغ من Nvidia هذه التوقعات القاتمة، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي سيفتح أبواباً لصناعات جديدة غير متوقعة.
أثار هوفمان جدلاً آخر حول علاقة البشر بالذكاء الاصطناعي، رافضاً فكرة اعتباره “صديقاً”، في إشارة واضحة لمشروع مارك زوكربيرغ حول “الرفقاء الافتراضيين”. وأكد أن العلاقات الإنسانية الحقيقية لا يمكن استبدالها ببرمجيات، مهما بلغت درجة تطورها.
تتنازع الساحة التقنية اليوم رؤيتان متعارضتان: واحدة ترى في الذكاء الاصطناعي نهاية للعديد من الوظائف التقليدية، وأخرى تعتبره مفتاحاً لفرص عمل غير مسبوقة. بين هذه التوقعات المتباينة، يبقى على الأجيال الشابة أن تستعد لمستقبل يتطلب التوازن بين الإمكانات التقنية والحفاظ على القيم الإنسانية الأساسية.
