أطلق مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة ميتا تصريحا لافتا حيث قال إن أيام الهواتف الذكية أصبحت معدودة، وأننا سنستبدلها في يوم ما بأجهزة أخرى مثل النظارات الذكية. وأضاف أن الثلاثينيات من هذا القرن قد تشهد مرحلة يبقى فيها الهاتف موجودا، لكنه سيظل أكثر في جيبك، لأن أغلب المهام ستنتقل إلى نظارتك بدل الهاتف.
ولم يكن زوكربيرغ وحده من أشار إلى هذا التحول المحتمل، فحتى إيدي كيو نائب الرئيس الأول للخدمات في شركة آبل قال مؤخرا إنك قد لا تحتاج إلى هاتف آيفون بعد عشر سنوات. ومع ذلك يرى كثير من المحللين أن منتصف العقد القادم ليس الموعد الواقعي لانتهاء عصر الهواتف، إذ يؤكدون أن الهواتف الذكية ما تزال تؤدي دورا محوريا، خاصة في ربط التقنيات المختلفة بحياتنا اليومية.
وأوضح جيف سنو رئيس قسم الذكاء الاصطناعي وتجارب البرمجيات في موتورولا أن الهاتف سيبقى في قلب التجربة، لكنه سيعمل جنبا إلى جنب مع الأجهزة القابلة للارتداء والأنظمة الأخرى المتصلة، ليقدم تجربة سلسة وواعية بالسياق. بينما يرى آفي غرينغارت المحلل في شركة تكسبونينشال أن الهواتف ستظل المركز الذي تدور حوله الأجهزة القابلة للارتداء والحوسبة المحيطة، فهي أحيانا وسيلة اتصال، وأحيانا أخرى للتخزين أو لتوفير الطاقة.
خلال السنوات الماضية شهدت الهواتف الذكية قفزات كبيرة في الأداء وكفاءة استهلاك الطاقة، بفضل المعالجات المتطورة التي وصلت اليوم إلى دقة تصنيع ثلاثة نانومتر، مع اقتراب اعتماد دقة تصنيع أصغر عند نانومترين. كما تغير التصميم بشكل ملحوظ مع تضخم أحجام الشاشات وظهور الهواتف القابلة للطي، التي تمنح شاشة واسعة، وفي الوقت نفسه تحافظ على سهولة الحمل. ويتوقع خبراء مثل روس يونغ أن تستمر هذه الفئة في التطور، وربما نرى شاشات قابلة للّف إذا نجحت الشركات في حل مشكلات المتانة واستهلاك الطاقة.
أما على صعيد الشبكات، فما زال الجيل الخامس في طور الانتشار، بينما يجري بالفعل العمل على تطوير الجيل السادس المتوقع وصوله بحلول عام ألفين وثلاثين، والذي سيمنح سرعات هائلة وسعة أكبر وزمن استجابة أقل، فاتحا الباب لتطبيقات جديدة مثل القيادة الذاتية.
الذكاء الاصطناعي يظهر هنا بوصفه المحرك الرئيسي لمستقبل الهواتف، فهو لم يعد يقتصر على الترجمة أو التحرير، بل يتجه ليصبح أداة أساسية لإدارة حياتنا اليومية. آرثر لام مدير قسم الذكاء الاصطناعي في شركة وان بلس توقع أن يتحول الهاتف إلى المساعد الشخصي الأهم، الذي يعرف عاداتك ويكمل عنك المهام عبر تطبيقات وخدمات مختلفة. وفي هذا الاتجاه، تقدم سامسونج بالفعل مزايا غالاكسي أي آي، مثل ميزة ناو بريف التي تعرض مواعيدك وحالة الطقس والمرور، وتتطور مع الوقت لتقترح عليك ما تحتاجه قبل أن تطلبه.
وبينما يزداد الحديث عن النظارات الذكية كبديل محتمل، يرى الخبراء أن هذه الخطوة ستحتاج عقدا آخر على الأقل قبل أن تصبح واقعا فعليا. وحتى ذلك الحين، ستعمل النظارات كأجهزة مكمّلة للهاتف. أما الهواتف القابلة للطي فستواصل الانتشار، لكن التصميم الكلاسيكي المستطيل سيظل الأكثر شيوعا عالميا، بسبب بساطته وتكلفته الأقل ومتانته العالية.